أخبار عربية أخبار دولية

أخــبــار مــــحـلــيـة - إقــلـيـمـيـة - جهويـــة


"- يحياوي : حركة 20 فبراير الشعب يريد التغيير سيدي يحيى الغرب والاشكال النضالية مستمرة - يحياوي : اعتقال العربي اللقطة مرشح "النخلة" بسيدي سليمان في حالة تلبس بتوزيع رشاوى لشراء اصوات الناخبين - يحياوي : الراضي عبد الواحد يزور قلعته المحصنة بالدواغر للايطو يحياوي :الفتور يطبع الحملة الانتخابية بسيدي يحيى الغرب - يحياوي : البنية التحتية بحي الوحدة "التجهيز" خارج اهتمامات رئاسة المجلس البلدي - يحياوي : - يحياوي :فريق كفاح سيدي يحيى يعيد تجديد هياكله وانتخاب مكتبه المسير - يحيا وي : انطلاق الحملة الانتخابية لعدد من الاحزاب بالمدينة وسط فتور وتذمر شعبي يحياوي :يمكنكم كتابة تعليقاتكم عبر نافدة "سجل الزوار" أو - يمراسلتنا عبر البريد الالكتروني."


للنشر : soultane_01@hotmail.com / hamid.hg@hotmail.com

سجل الزوار

الأحد، 31 يناير 2010

تصبح على البورحماوية - عبدالعالي بن علال أبوجليل

1. جلست على أقرب كرسي بجانب الباب لأستريح ، حاولت أن احتفظ على توازني حتى لا أسقط لان الكرسي قديم ومهترئ ، مربوط بسلك صدئ ، ربما أنه صنع قبل ولادتي . الطاولة هي أيضا اهترئت وتآكلت من شدة لعب ورق الكارطة . بدأت أعد ما تبقى في يدي من دريهمات بعدما خصمت منها جريدة الصباح التي لا يكتمل الفطور إلا بها وبراد شاي وبعض السجائر من التبغ الأسود . وضع (بوجمعة) الصينية بإطارها المكسر أمامي مشفوعة بصباح الخير الروتينية الباردة كعادته . المقهى فضائها صغير ، لكنها تعج بالحركة ، روادها يدخلون ويخرجون . قليل من يتناول فطوره فيها ، أغلبهم من الهومارة حاملي أكياس الفحم على الشاحنات لتسويقها إلى الأسواق البعيدة . " ماركيز…! ديتاي …! ماركيز…!" صوت رقيق يصدر من طفل بوجه ملائكي في عمر براعم الزهور ، في عقده الأول . رث الملابس ، ينط هنا ، ينط هناك ، يستدير ، يتقدم ، يتراجع ليضرب حجرة مبسطة برجله ، يلعب " الشريطة" مع أقرانه ثم يتركها بعدما يمل منها . يفتح ذراعيه لحياة متفتحة وجميلة في عينيه البريئتين . علبة السجائر قي يده الصغيرة كأنه حامل ثقل الحياة على كاهله الغض الصغير . اقترب من المقهى مشرئبا بعنقه النحيف إلى داخلها عله يصادف زبونا محتملا ليشتري منه ولو سيجارة واحدة يضيف ثمنها إلى الدريهمات التي بحوزته ليتغلب بها على قهر الزمان الظالم ، ويشتري بها مستلزمات الدراسة والباقي تكمله أمه التي تمتهن الدعارة بعد وفاة والده في حادثة شغل مفجعة بدون تعويض . لم يجرؤ على الدخول ، يقدم رجل ويأخر أخرى خوفا من ( بوجمعة) حتى لا يلطمه بصفعة . أومأت له برأسي ، هرول نحوي بخفة كأنه عثر على كنز ثمين ، قال لي وأنا منهمك في الكلمات المسهمة׃ - ˝ هاأنذا يا عماه ، ما تريده مني ˝قلت له׃2. ־״ ألديك البورحماوية يابني?״ 3. لم يجد في جعبته الصغيرة ما يجيبني به . احمرت وجنتاه الموردتان المغبرتان ، وقال لي مثلعتما׃4. ־״ لم أفهم ما تقوله يا عماه ، ماذا تعني بهذا الاسم الغريب ?!״5. قلت له׃6. ־״ الديك البورحماوية التي يسمونها (كازا سبور) ، انك لاتفهم شيئا على ما أظن ، إنها بنت البلد ، الم تسمع بأنها تصنع في قبيلة أولاد أبي رحمة القابعة في فقرها المدقع ?!"7. قال لي ، بعدما ازداد حوارنا أكثر حميمية ، وعلت الدهشة محياه الجميل-8. - " لقد كبرت يا عماه وبدأت تخرف !" 9. وأردفها بضحكة خجولة ، وتابع قائلا لي:10. -" خد لك ماركيزالسيجارة الحسناء بنت بلد الضباب . تزيدك حيوية ونشاطا ، فهي الأكثر رواجا ونكهتها أحلى من بورحماويتك هذه التي تتشبت بها . وانطلق هاربا خوفا من (بوجمعة) الذي مد يده الغليظة ليصفعه ، لكنه انفلت منه بأعجوبة ، وخرج راكضا من المقهى يردد لازمته التي اعتاد عليها :11. -" ديتاي …! ماركيز…! ديتاي…!".12. دخل الأعور ماسح الاحدية يشتم ويسب :13. -" تقو…! عليها حياة مصاب غير شي فيزا لطاليان" يضرب على صندوقته ومابه مسح الاحدية ،لان أحدية الهومارة البالية لا تصلح للمسح ، انه يعرف هذا جيدا ، انضم فوراالى بعض الهومارة . الصينية أمامهم والبراد إلا من حثالة بعض الكؤوس . يتناوبون على سبسي واحد ، يدخنون الكيف ، ينتظرون الذي يأتي ولاياتي ، يتحسرون على ماضيهم المزدهر في أيام الشباب حينما كانوا يمارسون (تقمارت) وهذا الاسم مشتق من القمر لأنهم كانوا يسرقون على ضوئه أعواد البناء وأكياس الفحم حتى اشتهروا بالقمارة . نفث الأعور ماسح الاحدية ما تبقى من دخان في السبسي ثم أردف قائلا׃14. - " لقد كانوا يسمونهم آل الكويت واليوم أصبحوا يسمونهم آل الشيشان… واحصر تاه ‼" . خرج الأعور يحدجه (بوجمعة) بعينيه محبلقا لأنه يشمئز منه لعدم جدواه فهو لا يشتري منه ولو كاس شاي واحد على الأقل - " ديتاي …! ماركيز…! ديتاي…!" ، رجع الطفل يلهث بعدما قطع الطريق جريا كادت أن تدهسه إحدى السيارات المارقة . فتح العلبة بسرعة ويده ترتجف لشدة الهلع . ناولني أربع لفافات من التبغ الأسود قائلا لي ׃ - " خد ثلاثة مقابل درهمك أما الرابعة فهي مجانا " . 15. اندهشت قائلا له ׃16. - " ومن أين لك كل هذا الكرم بابني …?!" 17. أجابني مستدركا ׃18. - " لا إنها ليست مجانا وإنما رشوة مني ، اطلب منك أن تكتب عني ، ألا ترى أن هذه البورحماوية غير مربحة مثلكم أيها المبدعون ، إنكم عديمو الجدوى . آه كم تهرقون من مداد على البياض دون جدوى . استدار إلى الخلف فارا من (بوجمعة) بعدما صفعه هذه المرة بقوة . ثم قال لي׃19. - " والى القصة القادمة ياعماه ولتصبح على البورحماوية "

السبت، 30 يناير 2010

كفاح سيدي يحيى الغرب بطل الخريف هواة لكرة القدم موسم 2009 - 2010


محمد احواش/ الاحداث
كرس فريق كفاح سيدي يحيى الغرب قوته هذا الموسم بعد أن تمكن من الفوز في مباراته القوية برسم الدور 13 من بطولة الهوة شطر الغرب التي جمعته بفريق أشبال الجو سلا يوم لأحد 24/1/10 على أرضية ميدان بملعب بوبكر أعمار بهدفين لهدف الامر الذي مكنه من الفوز بلقب بطولة الخريف بحتلاله الصف الاول ب 30 نقطة وهو لقب فخري يحمس أي نادي للبحث عن لقب البطولة في آخر الموسم وفيما يلي الترثيب العام لاخير الدورة مع النتائج :ملعب بوبكر أعمار بسلاحسنية سيدي سليمان00ج. رشاد سلاالملعب البلدي بمكناسش. الصخيرات00أشبال اسماعيلية مكناسالملعب البلدي بخنيفرةنادي واد بوفكران12شباب مريرتالملعب البلدي بمديونةانبعاث وفاء سيدي مومن10نجاح مديونةملعب الهلال بالرباطسكك مكناس04ج. وزارة العدلملعب بوبكر أعمار بسلاكفاح سيدي يحيى21أشبال الجوملعب بوبكر أعمار بسلااليوسفية الرباطية
النقطالفريقالرتبة30كفاح سيدي يحيى128اتحاد سلا224اليوسفية الرباطية323شباب مريرت420أشبال الجوحسنية سيدي سليمان514انبعاث وفاء سيدي مومنش. الصخيرات713نادي واد بوفكران ج. رشاد سلا911أشبال اسماعيلية مكناس1110ج. وزارة العدل127نجاح مديونة136سكك مكناس

الجمعة، 29 يناير 2010

بــــــــــــيـــــــــان :الجمعية المغربية لحقوق الإنسان- فرع سيدي يحيى الغرب


على إثر الاعتصام الذي خاضه العمال الزراعيين الرسميين يوم الجمعة 15/01/2010 أمام شركة أوكافوريست الكائن بسيدي يحيى الغرب ، وذلك بعد استنفاذ كل محاولات التسوية على صعيد مفتشية الشغل ومندوبية الشغل بالقنيطرة ، وبعد فشل كل الاتصالات سواء على مستوى مدير شركة أوكافوريست بسيدي يحيى الغرب أو على مستوى الشركة الأم صندوق الإيداع والتدبير .
فإن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع سيدي يحيى الغرب و بعد ان تابعت عن كثب ظروف وضعية العمال الزراعيين المزرية ، من خلال مشاركتها في الاعتصام المفتوح ليوم الجمعة وأمام تعنت المسؤولين وتجاهلهم لمطالب العمال لا يسعها إلا أن تعلن للرأي العام ما يلي :
1- تضامنها المبدئي واللا مشروط مع العمال المطرودين
2- مطالبتها المسؤولين عن الشركة بتسوية وضعية العمال وذلك عن طريق :
- تمكينهم من العطلة والمنحة السنويتين.
- تمكين العاملين مصطفى بريقلو وعبد الإله بريقلو من أجورهم التي أوقفتها الشركة منذ أزيد من خمسة أشهر.
- التصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي
- تمكينهم من بطاقة الشغل وورقة الأداء.
3- إدانتها للتعاطي اللامسؤول للباطرونا مع العمال الزراعيين وباقي عمال القطاعات الأخرى.
4- دعوتها السلطات المعنية إلى تحمل مسؤوليتها فيما يتعلق بالتسريحات الجماعية التي تطال العمال.
5- تثمينها لكل الخطوات النضالية الجريئة التي يخوضها العمال على طول خريطة الوطن.
6- دعوتها كل الحقوقيين و الشرفاء إلى مناصرة ومؤازرة الطبقة العاملة في معاركها العادلة والمشروعة ضد مخططات الرأسمالية.

الجمعة، 22 يناير 2010

مخيمات لاحتضان منكوبي الفيضانات في منطقة الغرب .

* أعد هذا الروبرطاج من قلب المخيم : الاستاذ ادريس الكرش .
- مطالب السكان تتلخص في : الحصول على سكن لائق / تعويضهم عن الخسائر/ مساعدتهم في المازوزي/ مبادلة جزء من ارضهم باراضي الدولة بالمناطق الرملية .







*اطفال يلعبون رغم المأساة , يكابدون رغما عن الزمن ,وهم في لهفة للعودة الى حيث عرائس القصب التي عبث بها النهر في غفلة منهم ,وبهذه المناسبة نتمنى من المسؤولين توفير بنى تحتية وفوقية تليق بمستقبل هؤلاء , حتى يتمكنوا من العيش في رغد ,واملنا كبير في توجيهات صاحب الجلالة التي ستنبني على جهوية موسعة اساسها التنمية البشرية ,بعيدة كل البعد عن المزايدات السياسوية ,لدى البعض ,والتي تطبعها غالبا الانانية والبراكماتية ,وسوء التدبير ,والعشوائية في تدبير بعض الامور, فجهة الغرب الشراردة بني احسن تتميز بمفارقة غريبة ,حيث تتصف بمواصفاة اقتصادية وموارد هائلة تجعل منها اغنى جهة في المغرب , لكنها من افقر الجهات ,فالنهب مستمر في ثرواتها الطبيعية من رمال وغابات, اضافة الى تفويت اراضي سلالية رغما عن ذوي الحقوق ,كما تتميز الجهة , بغض النظر عن مقترحات جمعيات المجتمع المدني والسياسي ,في اطارالديمقراطية المشاركاتية,نموذج ضم مدينة سيدي يحيى الغرب لعمالة سيدي سليمان,رغم اعتراض هذه الهيئات واحتجاجاتهم التي قوبلت – بأذن كيال- ولم يفتح اي مسؤول بابه لمناقشة هذا الاجراء بشكل رسمي ,واعتبرت الساكنة هذا الالحاق اجحافا في حقها .



القنيطرة : غابة المعمورة تحتضن منكوبي الفيضانات في تجربة رائدة وتنظيم محكم

* أعد هذا الروبرطاج من قلب المخيم : الاستاذ ادريس الكرش .
ورد على لسان الانسان العامي :-- الى بانت الضبابة هرب اولادك للغابة- بمعنى اللجوء الى الغابة بحثا عن الظل,خوفا من حرارة ذلك اليوم , لكن الاحوال تغيرت بتغير المناخ ,من خلال الملوثات الصناعية , التي ساهمت في توسع هوة طبقة الاوزون ,التي اربكت كل المعادلات المرتبطة بالمناخ,وتغيرت معها مجموعة من الاعراف والعادات , وتبدلت ملامح الفصول ,مما حيرالفلاحين والمسؤولين في ضبط أزمنة التساقطات ,لاخذ الاجراءات الاحترازية,تفاديا للاضرارالمرتقبة .لكن هذا لايمنع المسؤولين من مواكبة المستجدات ,والتعرف على تقنيات المناورة لتجنب الكوارث. وهاهي ذي غابة المعمورة تحتضن منكوبي فيضانات ,واد بهت بروافده وواد سبو,حيث غطت المياه المثلث الرابط بين دوار اللعبيات بسيدي سليمان وبلقصيري ودار الكداري واولاد بلخير في اتجاه المكرن / منطقة اقتران الانهاروالروافد/ مع العلم ان المياه تتدفق بسرعة على سطح السهل,مما يجعله يغطي مساحات اضافية بين الحين والاخر, ولعل الامر ليس بحديث العهد على السكان ,فان معاناتهم اصبحت مزمنة منذ عقود ,لذا فهم يناشدون المسؤولين لايجاد حلول ناجعة ,ولمعرفة هموم المواطنين ,قامت جريدة بيان اليوم ,بزيارة استطلاعية لمخيم المنزه ,من خلال مراسلها الاستاذ ادريس الكرش, يوم الثلاثاء19-01-10وتم انجاز الروبرتاج التالي :
*مخيم المنزه رقم 1 : يتواجد على بعد 12كلم من مدينة القنيطرة ,وسط غابة المعمورة ,ويأوي سكان اولاد عامر- دوار شراقة – تعاونية السلام –تعاونية اليوسفية- التابعة لجماعة المكرن.
يدير شؤونه السيد باشا مدينة القنيطرة, بشكل مضبوط ,ويبدو المخيم مدينة نموذجية,على مستوى تقديم الخدمات, الشيىء الذي لم يكن متوفرا السنة الماضية – وهذا بشهادة السكان – واعتمد جميع الشركاء على بناء خيمة خاصة لتقديم المساعدة الضرورية.
* المؤسسات المتواجدة بقلب الحدث : السلطات المحلية – نيابة وزارة التربية الوطنية – وزارة الفلاحة- وزارة الصحة – الهلال الاحمر المغربي – القوات المساعدة – الدرك الملكي – المكتب الوطني للماء الصالح للشرب- الوقاية المدنية - ...................
* الاطفال يلعبون كرة القدم.
-* مخيم المنزه رقم 2: يتواجد على بعد 14كلم من القنيطرة أي بكيلومترين 2/ عن قرينه ,ياوي سكان دوار اولاد بلخيرالتابع لجماعة المكرن- ويبعد عن مدينة سيدي يحيى الغرب ب 10كلم. اخرجوا من منازلهم بامر من السلطات المحلية, خوفا من استفحال الوضع ,يدير شؤونه السيد قائد المقاطعة التاسعة9 بالقنيطرة بشكل رائع حيث الخيام محاطة بنبات الدوم ,الذي يوفر التدفئة داخل فضاء الغابة .
*مخلفات الفيضانات : اتصلنا من داخل المخيم بمجموعة من السكان الذين عبروا لنا عن شكرهم وامتنانهم للصحافة الوطنية ,وكذا للسلطات الساهرة على شؤونهم,واستقينا من افواههم مايلي: منذ سقوط امطار الخير ونحن نعيش الرعب والهلع , خوفا على ارواحنا ومواشينا وفلاحتنا, لان الماساة تتكرر كل سنة ,واصبحت الفيضانات جزءا منا,والوحل لايفارق احذيتنا وملابسنا على مدارالسنة. حاليا خرجنا بخفي حنين , تركنا بيوتنا وامتعتنا لله وحده ,وجئنا الى هذا المخيم رفقة بعض البهائم والشياه التي تمكنا من اخراجها سالمة, اما البيوت فسنجدها مدمرة ,بعد عودة المياه سيما ,المبنية بالطوب,اضافة الى ضياع اكوام التبن والحبوب المخزن ,وقد غمرت المياه جميع حقولنا من الحبوب,اما المواشي فقد ضاعت بعض الرؤوس من جراء عدم وجود الاعلاف, سيما نبتة/ الفصة/العلف الاخضر- كما ان ابناءنا تعطلوا عن الدراسة لان المدارس ايضا غمرتها المياه.
* المساعدات المتوفرة : تم توزيع الخيام على الاسرمع اربع بطانيات لكل اسرة واسفنجات كافرشة- ماد غذائية كالسكر والزيت والطحين – الماء الصالح للشرب داخل خزانات ,وهناك مراقبة لجودتها من طرف المصالح المختصة – مراحيض متنقلة – عيادات متنقلة – خيام صحية.
* الخدمات الصحية : يوجد طاقم طبي بعين المكان ,مكون من طبيب نفساني وطبيب عام و3 ممرضين ومولدة عن مندوبية القنيطرة ,وهناء خلية للتواصل والمداومة الليلية.
*الهلال الاحمر: يقوم بمساعدة كل الشركاء والمتضررين, ويقدم لهم الدعم النفسي سيما الاطفال , وقد عادت هذه الوحدة من منطقة سيدي سليمان/ اللعبيات/ .
*ازمات على الهامش/ داخل القرى : يعاني بعض السكان المتضررين نسبيا من المياه ,لكونهم يقطنون أعالي الربواة ,من المضاربات والاحتكار لمواد العلف وبيعها باثمنة غالية جدا ,مثل الشعير الذي بلغ ثمنه ل170درهم /75كلغ والشمندرب 120درهم /50كلغ والتبن ب مابين 20 و30درهم للوحدة – النخالة 100درهم /35كلغ . ومن هذا المنبر نوجه نداء للسلطات المحلية بجماعة المكرن لصون امن الساكنة والمحافظة على القدرة الشرائية للفلاح المنكوب ومواساته.
* نيابة وزارة التربية الوطنية بالقنيطرة في قلب الحدث : السيد محمد الرملي نائب وزارة التربية الوطنية بالقنيطرة , يدير الشؤون التربوية لاطفال المخيم رفقة رجال التربية الاشاوس,الذين ما فتئوا يخدمون الوطن بتفان وروح وطنية عالية , حيث يستوي لديهم السهل والجبل ,ويتدخلون فيكل الميادين كلما دعت الضرورة لذلك ,كالتلقيح والانتخابات وعملية الاحصاء و...و.. ومن خلال اتصالنا المباشر بالسيدالنائب بعين المكان ,صرح لنا بأن الدراسة مستانفة ,لجميع تلامذة المدارس المتضررة من الفيضانات, ويشرف على عملية التمدرس اساتذة أكفاءداخل الخيام على الشكل الاتي : الاقسام 1-2-3 صباحا / و4-5-6 مساء بتناوب 8اساتذة على الفوجين ,اضافة الى خيمة خاصة بالتعليم الاولي,وتبحث النيابة حاليا على صيغة مناسبة لاجتيازهؤلاء المتعلمين لاختبارالسنة السادسة. وبهذه المناسبة نحيي رجال التعليم المرابطين هنا

الخميس، 21 يناير 2010

الزاوية بين أنساق الورع وإغراءات السياسة

إدريس الخضراوي
تتخذ هذه المقالة من كتاب أصول الطريقة التيجانية للباحث المغربي الجيلالي العدناني موضوعا، تفكر فيه، وتقرأ استراتيجيته في إعادة بناء المعرفة بأصول هذه الطريقة الصوفية. والكتاب في الأصل أطروحة لنيل الدكتوراه كان المؤلف قد قدمها بجامعة إكس أون بروفانس بفرنسا، وأشرف عليها المؤرخ الفرنسي جان لوي تريو(Jeans-louis Triaud). ونظرا للأهمية العلمية التي تكتسيها مضامين هذا الكتاب، والخلاصات التي تحصّلت له حول موضوعه، فإننا نود تقديمه إلى القارئ، وإن كنا على قناعة بأننا لا يمكن أن نوفيه كل حقه من الإحاطة والشمول. فالكتاب، ولا ريب، يشعرك بأن عبئا ثقيلا ينهض به مؤلفه كاملا. وهو إخراج البحث في أصول الطريقة التيجانية من ذلك الوضع الضيق إلى فضاء أكثر توسعا. وهذا بالتحديد ما تَقَصّدَهُ، في مقدمته، جان لوي تريو صاحب المؤلفات الهامة حول تاريخ شمال إفريقيا، عندما أكد على أن الباحث العدناني انخرط في التأسيس لتاريخ الطريقة التيجانية، وهو إن استند في ذلك إلى النصوص، وساءل حصيلتها المتحققة، فإنه تمكن من كشف ملامح من ذلك المجهول الثاوي خلف الورع والتقوى، وما هو في عداد الإجماع.1
يتكون الكتاب من مدخل وثلاثة فصول: يعنى الأول منها بالسياق الاجتماعي والسياسي والديني الذي ميز تأسيس الطريقة، ودور أسرة أحمد التيجاني في هذا التأسيس، والظروف التي كانت وراء إقامته بعين ماضي بالجزائر. ويعتبر العدناني أن مجابهة أسئلة التأسيس أمر بالغ الأهمية، خاصة وأن سياق ظهور هذه الطريقة الصوفية بالجزائر، تميز بحدثين بالغي الدلالة: تمثل الحدث الأول في بداية أفول الوجود العثماني بالجزائر، أما الحدث الثاني فبرز في الأزمة التي شهدها قصر عين ماضي. وقد بدا الخلاف جليا، في هذه المرحلة، بين أنصار الطريقة التيجانية وخصومها من التجاجنة. والتجاجنة هم السكان الأصليون لقصر عين ماضي، لكن أرضهم تمت مصادرتها من قبل القايد ريان، في نفس الفترة التي كان فيها أحمد التيجاني بالجزائر.2 لهذا يتساءل الأستاذ العدناني عن خلفيات هذا السياق، وعما إذا كانت هناك علاقة بين تأسيس الطريقة التيجانية وإبعاد التجاجنة عن قصر عين ماضي.
إن هذا التأويل لسياق التأسيس، يظهر الطريقة التيجانية متورطة في السياسي رغم طابعها الصوفي. ولا يقتصر هذا التورط على مرحلة الجزائر فحسب، وإنما ينسحب كذلك على تأسيس الطريقة بمدينة فاس. وإذا استحضرنا مع الباحث أن هذا التأسيس تم سنوات قليلة بعد مغادرة ابن المشري وحرازيم برادة لها، أي مدينة فاس، فإن هذا الحدث يمنح المشروعية للتساؤل عن خلفيات عدم جني المريدين الأوائل، خاصة ابن المشري، لثمار هذا التأسيس. لكأننا بالباحث ينبهنا، عبر هذه الأسئلة، إلى أن إغفال السياق السياسي في دراسة هذه الطريقة كثيرا ما يؤدي إلى الارتكان لتشخيص مضيق، يشوش على المعرفة العميقة بها، ويعوق الوصول إلى الحقائق التي تطلبها.
يخصص الباحث الفصل الثاني لأهم الهزات التي شهدتها الزاوية خاصة في عهد أحمد التيجاني، حيث برزت خلافات داخلية بين المريدين الأوائل والشيخ. ها هنا يبدو ابن المشري اسما بالغ الحضور. ويذهب العدناني في هذا الفصل إلى أن حرازم برادة والطيب السفياني وأرنو من أهم المصادر العربية والاستعمارية التي أشارت مبكرا إلى نفي ابن المشري، أو قرأت مغادرته لمدينة لفاس وتوقفه بمنطقة لغوات، ثم استقراره بعين ماضي، وبها توفي عام1809، على أنه نفي يعود سببه إلى ضيق صدر الشيخ من الشهرة المتنامية لمريديه، خاصة حرازم برادة وابن المشري3. وهي الدلالة نفسها التي أكدتها دراسات أخرى متأخرة. ولا يكتفي الباحث بإعادة تركيب سيرة ابن المشري، بل يخصصُ محورا ضافيا لقراءة نتاجه الصوفي، خاصة كتابيه: كتاب الجامع وروض المحب الفاني.
أما الفصل الثالث فيتناول الطريقة بعد رحيل شيخها، حيث برزت بقوة إشكالية خلافته. ويركز العدناني على المرحلة الممتدة من 1815 وهي السنة التي توفي فيها أحمد التيجاني، إلى1881، حيث تصاعدت وتيرة التمرد الذي قادته زاوية تلمسان، وبداية التدخل الفرنسي في تونس. ويذهب العدناني إلى أن هذه المرحلة بدا فيها السياق الخارجي أكثر حضورا في وعي مريديها، خاصة السياق السياسي وما دَاخَلَهُ من حراك وتجاذبات بين مراكز قوى متعددة، وعلاقة كل ذلك بسلطات الاحتلال الفرنسية. وما يظهره هذا المناخ المتوتر، يبدو شديد الصلة باللحظات الصعبة في تاريخ الطريقة التيجانية، خاصة بداية خلافها مع الأمير عبد القادر وذلك سنة1838.
إن هذه الفصول التي عني بها العدناني تجد التثمين لدى القارئ عندما يتأمل الصورة التي ركبها حول الشيخ أحمد التيجاني متنقلا بين الجزائر والمغرب، منجذبا بالشهرة العلمية لمدينة فاس، وهو ما وفر لطريقته إشعاعا قويا في المغرب، وخاصة إفريقيا جنوب الصحراء. لذلك، فإذا شئنا تعيين أهمية هذه الدراسة بالقياس إلى الأبحاث الحديثة التي تكرست لتناول تاريخ الطرق الصوفية بالمغرب، لوجدناها كامنة في ذلك الحفر الذي تجريه في سياقات تكونها سياسيا اجتماعيا ودينيا، مزاوجة بين التحليل التاريخي والمقاربة الأنثربولوجية، خاصة فيما يتصل بتداخل سياق النشأة بالمعطيات الأنثربولوجية المتمثلة بالعنف والتقديس والمتخيل. وإذا كنا نجد الباحث يقر بوجود متن هام من الدراسات العربية والغربية التي لا تتفق حول أصول معينة للطريقة التيجانية، بل لا تفلح في الإمساك بالأسرار التي ينطوي عليها تأسيسها، فإن هذا البياض الذي يعتري تاريخ هذه الطريقة هو الذي دفعه إلى تقديم قراءة جديدة مستندا فيها إلى مدونة من الوثائق التي لم يَجْـرِ التعامل معها من قبل. وهذه الميزة المنهجية تجعلنا أمام كتاب إشكالي: فهو لا يتقصّد إلى التعريف بهذه الطريقة وبمؤسسها الشيخ أحمد التيجاني، وإنما يستهدف التأسيس لمسار مغاير في مقاربتها. فإذا كان أغلب الدارسين قد جعلوا من كتاب جواهر المعاني منطلقا للحفر في أصول هذه الطريقة، فإن العدناني يسلك طريقا معاكسا لمسلك هؤلاء، فلم يجعل من كتاب الجواهر المصدر الوحيد لقراءة هذه الطريقة كما فعل هؤلاء، وإنما انعطف نحو كتابات ابن المشري، أهم مريدي الشيخ أحمد التيجاني، خاصة كتاباه: كتاب الجامع وروض المحب الفاني، مجتهدا في تأويل المناخ الذي ظهر فيه هذان المؤلفان. ومعلوم أن كتاب روض المحب الفاني الذي عرف بعنوان آخر هو: مواهب المنان لم يرق أحمد التيجاني، فأمر بمصادرته، لأنه تضمن الكثير من المعلومات عن أشكال من الخلاف والتوتر حصلت بين الشيخ ومريديه، وهي خلافات عميقة كانت تمس وضع الشيخ، وما يدعيه لنفسه من كرامات. وهذا ما يفسر الصمت المطبق الذي ضرب على هذا الكتاب في الأدب التيجاني4.
يتضح مما سلف أن العلاقة المعقدة مع المدونة النصية للطريقة التيجانية، وما تنطوي عليه من مجاهيل وبياضات، هي ما يسعى الجيلالي العدناني إلى جعله في المركز من اهتمامه. فالتنافس الحاد بين الشيخ ومريديه الأوائل يعكس وعيا حقيقيا لدى الطرفين بضرورة الحفاظ على شؤون الطريقة ومقاليدها بين أيديهم. وهذا بالتحديد ما كان الشيخ أحمد التيجاني مصرا على انتزاعه من أيدي مريديه الأوائل وصرفهم إلى المهام الروحية أو الدينية فقط. وليس غريبا أن يكتب حرازم برادة في إحدى رسائله إلى أحمد التيجاني متسائلا عما إذا كان له نصيب في تأسيس هذه الطريقة. وبديهي أن هذا التساؤل يبطن شعورا متزايدا لدى هذا المريد بأن استبعادا ما يحاك له من قبل شيخه.
بعد هذه القراءة التي قدمها الباحث يصعب على القارئ أن يقتنع بأن كل ما قام به الشيخ أحمد التيجاني، سواء فيما يتعلق بالعلاقة مع المريدين الأوائل، أو شيوخ الطرق الصوفية الأخرى، كان بأمر من النبي (ص). إن هذا التأويل، يدعونا إلى تنسيب القيمة التي حظي بها كتاب جواهر المعاني وما ناله من اهتمام وبحث، بعدما أخذ صفة الوثيقة الرسمية والمرجع النموذجي الحاضن لأفكار شيخ الطريقة وتعاليمه الدينية، وذلك لأن الأسئلة الصعبة التي طرحتها هذه الدراسة تجد أصداءها في كتابات ابن المشري. وهذا ما يشرع باب التساؤل عن خلفيات بقائها في الظل رغم أهميتها وقيمتها التاريخية والدينية. ونحسب أن ما ذهب إليه أحمد السكيرج من أن كتابي: كتاب الجامع وروض المحب الفاني عرفا باسم الكناش المختوم، وهي تسمية مفعمة بالديني، من شأنه تفسير السرية التي ضربت عليهما. وإذا كان الأمر كذلك، أمكننا أن نفهم لجوء العدناني إلى تبئير القراءة على هذين العملين، بأنه اعتراف بما يحتضنانه من معلومات هامة حول تاريخ الزاوية التيجانية سواء في مرحلة ما قبل التأسيس أو في مرحلة المابعد. وهذا هو السر في تلك اللغزية التي تلفّ الصورة التي يركبها الباحث لأحمد التيجاني، حيث يبدو مجادلا قويا في قضايا لغوية ودينية وفقهية وصوفية. وهذا التعدد الذي ميزه هو الذي يفسر إرادته القوية في كسر كل الحواجز التي يمكن أن تعترض سبيله على حد وصف حرازم برادة.
على هذا الأساس، يبلور الباحث قراءة مختلفة لزمن التأسيس يبدو فيها الشيخ أحمد التيجاني أمام مريدين متلهفين للمجد ومتعطشين لخلافته. ولا بد من القول إن البحث في أصول طريقة صوفية مثل الزاوية التيجانية يظل محفوفا بالصعوبات والإشكاليات، خاصة تلك التي يضعها الخطاب المناقبي أمام المؤرخ، كما أن الزاوية التيجانية تقدم نفسها باعتبارها نموذجا متفردا ومخصوصا يستوعب كل الطرق الصوفية ويقف على مسافة منها، لذلك اعتبر مؤسسها نفسه خاتم الأولياء. فرغم أن الشيخ أحمد التيجاني تتلمذ على يد شيوخ الطريقة الخلوتية ومنهم الشيخ محمد الكردي، إلا أنه أصرّ على انتهاج سبيل مختلف يجعله على مسافة من هذه الطريقة، وطرق صوفية أخرى. وهذا ما عرضه، بعدما انتهى به المقام بمدينة فاس، لنقد شديد من قبل علمائها خاصة العالمين الطيب بنكيران (ت.1802) ومحمد بن عبد السلام الناصري. وفي هذا الجانب بالتحديد يذهب العدناني إلى أن إشارات كتاب الروض تتميز بأهميتها، وخروجها عما سطره كتابجواهر المعاني. فقد أورد ابن المشري بأن أغلب التيجانيين ظلوا مرتبطين بالطرق الصوفية الأخرى:"أما بعض أصحاب شيخنا، المعروفين عند العامة، حين نقول لهم بأن سيدي أحمد التيجاني شيخهم، يردون بالقول بل نحن أصحاب"5.
إذا كان بن خلدون يذهب إلى أن فن التاريخ أصيل في الحكمة وجدير بأن يعد في علومها، وهو ما يتطلب من صاحبه أن يعمل على الاستجابة لشروط العلوم الحكمية، وأولها أن يوفي بمقتضيات الاستدلال العقلي6 فإن العدناني، الذي تمرس على قراءة النصوص وتكليمها، وبحسه النقدي والجمالي، تمكن من الإمساك بالظروف التي جعلت أفكار هذه الطريقة ممكنة وقابلة للانتشار، فلم يعتمد اعتمادا كليا على السرد، وإنما ذهب يستدل على فعالية النهج الذي سلكه في مقاربة موضوعه. وهذا الحرص من جانب المؤلف على الابتعاد عن السقوط في الاختزال والتبسيط، مَكّنـهُ من تركيب رؤية مغايرة لتاريخ هذه الطريقة، تجد مرجعياتها في كتابات ظلت على الهامش، بل جرت مصادرتها بسبب ما تَمتّعَ به أصحابها من قدرة على محاججة الشيخ، ومجادلته في أسس شرعيته الدينية.
ومع ذلك فإن ما يزيد من توثيق عرى الصلة بين هذه الدراسة والمعرفة العلمية الرصينة ينحدر من صلبها. أي من طبيعة الأسئلة التي تبقى مطروحة دون أن تكشف عن أسرارها: أسئلة صعوبة إيجاد تناسب بين النموذج التيجاني والحدث الإسلامي ممثلا في النبوة، وكذلك سؤال العلاقة بين (كتاب الجواهر) و(كتاب المقصد) المخصص لسيرة أحمد بن عبد الله معن. ويعني هذا أن مقاربة العدناني، رغم ما توفر لها من دقة في المعالجة والتوثيق، فهي لم تتحول إلى نسق ولا يمكنها أن تكون كذلك.
هوامش:
1- Jeans-louis Triaud, Préface, in , LaTijaniyya 1781-1881 , les origines d’une confrérie religieuse au Maghreb, Rabat, éd. Marsam, Rabat, 2007, p. 7.
2- jillali El Adnani, La Tijaniyya 1781-1881 , les origines d’une confrérie religieuse au Maghreb, Rabat, éd. Marsam, 2007, p. 11.
3- jillali el adnani, op, cit, p. 83.
4- جيلالي العدناني: أصول الزاوية التيجانية حينما يتكلم المريدون الأوائل، ترجمة إدريس الخضراوي، مجلة المناهل، ملف: الزوايا بالمغرب، الجزء الأول، العدد80/81، فبراير2007، ص86.
5- جيلالي العدناني: أصول الزاوية التيجانية حينما يتكلم المريدون الأوائل، ترجمة إدريس الخضراوي، مجلة المناهل، ملف: الزوايا بالمغرب، الجزء الأول، العدد80/81، فبراير2007، ص86.
6- طه عبد الرحمن: اللسان والميزان أو التكوثر العقلي، الطبعة الثانية، بيروت/ الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، 2006، ص.387.
إدريس الخضراوي :
الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين

الأربعاء، 20 يناير 2010

الفيضانات تتلف آلاف الهكتارات الفلاحية وتجعل مصير المئات من الأسر مجهولا بمنطقة الغرب

بلعيد كروم
على حين غرة، تبخرت آمال الآلاف من الفلاحين بجهة الغرب الشراردة بني احسن في أن تساهم الشمس، التي أفاضت بأشعتها الساطعة على المنطقة، التي شهدت تحسنا ملحوظا في أحوال الطقس خلال الأربعة الأيام الماضية، في التقليل من الخسائر التي لحقتهم جراء الأمطار الغزيرة التي تهاطلت منذ مدة، قبل أن يفاجؤوا بمياه السدود، التي تم إفراغ كمية منها، بعد ما تجاوزت نسبة الملء بها 100 بالمائة، خاصة بسد الوحدة وإدريس الأول، تتسلل إلى منازلهم وأكواخهم، وتتلف ما بداخلها إلا ما تم إنقاذه. في الوقت الذي استنفرت السلطات أجهزتها لإيواء المنكوبين بجماعة «المكرن»، لا زالت العديد من الدواوير تنتظر الالتفاتة ذاتها بكل من جماعة بنمصور إقليم القنيطرة، وجماعة الرميلة والحوافات بإقليم سيدي قاسم، دون الحديث عن مئات المحاصرين بالمناطق عينها، سيما بالبغيلية، أولاد شكر، تعاونية الخير، المحاجبة، درقاوة، أولاد العربي، الحرارتة، التي لم يعرف النوم طريقه إلى أجفان ساكنتها، منذ أول قطرة مطر، أنذرت بتكرار مرارة العام الماضي. وقد أدت الفيضانات إلى إتلاف آلاف الهكتارات من الأراضي الفلاحية، وجرف المحاصيل الزراعية، ونفوق بعض رؤوس الماشية، وتشريد العديد من الفلاحين، وانقطاع جل المسالك الطرقية الثانوية بالدواوير المذكورة، وإغلاق مجموعة من المؤسسات التعليمية، في الوقت الذي رابطت فيه عناصر القوات المسلحة الملكية بمدينة سيدي سليمان في حالة تأهب قصوى لمواجهة كل طارئ. الله كريم «بقينا الله كريم أوليدي، ماعندنا فين نمشيو، وما بقا لينا حتى باش نشريو صابونة، كلشي داه الما، والأرض اللي عوالين عليها غرقات»، بهذه العبارة، التي تختزل جملة من المآسي التي أضحى يتقاسمها جل منكوبي الفيضانات بجهة الغرب الشراردة بني احسن، جسدت عائشة، الأم لأربعة أطفال، محنتها، بعدما اجتاحت سيول مرجة أولاد الفكرون، مساء أول أمس، منزلها بدوار الملاقيط بجماعة بنمصور إقليم القنيطرة، وظلت تغالب دموعها، لتستمر في سرد تفاصيل الحياة القاسية التي ترزح تحتها الآن، وقالت وهي تحمل رضيعها بين يديها: «لم نعد نملك مالا نشتري به ما يلزمنا من حاجيات. لقد أصبحنا مهددين بالموت جوعا». وذكرت في هذا الإطار بأنها لم تستطع الحصول على «مطيشة ديال الحك»، إلا بعد أن قايضت البائع بقليل من البيض، قبل أن تختم كلامها «نتمنى أن نحظى بالتفاتة من السلطات، وقولوا للمسؤولين إن العملة الوطنية أصبحت نادرة بالمنطقة كي يقتنعوا بأننا نعيش كارثة حقيقية». على جانب الطريق، المؤدية إلى جماعة سيدي علال التازي، انهمك رجل، في الخمسينات من عمره، في نصب خيمة من ألواح خشبية، مغلفة بغطاء بلاستيكي، يأوي إليها رفقة أبنائه وزوجته، الذين لم يتوانوا في تقديم يد المساعدة للأب، بعدما انتهوا من تنقيل أمتعتهم، وما تيسر من الأثاث المنزلي، بعيدا عن الفيضانات التي ضربت الدوار. يقول رب الأسرة: «شنو غادي نديرو، يلا تسنينا التدخل ديال المخزن، هنا بقينا، غادي نموتو غير بالبرد، حنا ديما محكورين في هاذ الدوار، هوكا طرا لينا العام للي فايت، راه حنا مخصوصين بزاف، والله هو اللي عالم حزتنا، بغيناهوم يعاونونا في الخيام والكاشات، ويخليو بهايمنا ترعى في الغابة». معظم المنازل والمساكن المجاورة لواد «الفكرون» هجرت من طرف قاطنيها، الذين استقروا بجنبات الطريق الثانوية في انتظار إيوائهم، والمدرسة الوحيدة، التي شيدت في ظروف مجهولة على بعد أمتار من المرجة، أغلقت أبوابها منذ أسبوع تقريبا، ليتطوع أحد أبناء دوار الملاقيط لتحويل مقهاه الصغير إلى حجرة دراسية لضمان استمرار التلاميذ في التحصيل العلمي. استنفار أمني اصطفت عناصر القوات المساعدة ورجال الدرك على طول الطريق المؤدي إلى غابة معمورة، المتاخمة للطريق السيار، الذي يربط طنجة بالقنيطرة، في خطوة استباقية للحيلولة دون التحاق الأسر المنكوبة بها، وبدا أعوان السلطة بالدواوير المنتشرة بالمنطقة منشغلين أكثر برصد تحركات الباحثين عن مأوى، ويتصدون بحزم لكل من حاول استيطان الغابة، وإن اقتضى الحال استعمال القوة. الكثير من الأسر أجبرها الوضع الكارثي على الانقسام إلى مجموعتين، الأولى تضم صغار الأطفال والزوجات بمعية الأزواج، الذين يحاولون ضمان موطئ قدم لهم بمركز الإيواء الوحيد الموجود بالمنطقة، فيما ينكب أفراد المجموعة الثانية على رعاية رؤوس الماشية، والتنقل بها عبر المواقع الخضراء، القريبة من الموارد المائية. يقول أحد الرعاة: «هذا ما نملكه الآن، بعدما غمرت المياه حقولنا الزراعية وأراضينا الفلاحية. هناك صعوبات نجدها في لـ«توريد» البهائم، فباستثناء بعض مستنقعات المياه الآسنة المنتشرة بهذا المكان، ليس هناك مكان آخر يمكن أن تروي فيه الأغنام ظمأها»، وهو ما يضاعف حجم معاناة ضحايا الفيضانات، ويزيد من آلامهم، وخيفتهم من زوال مورد عيشهم الوحيد. اختناق مروري أصبح الطريق الرئيسي الرابط بين القنيطرة وطنجة، على مستوى جماعتي «أولاد اسلامة» و«المكرن»، تعرف اختناقا مروريا شديدا، بسبب الهروب الجماعي من السيول الجارفة، مما أجبر العديد من السائقين على استعمال الطريق السيار، بدل عبور الطريق الرئيسي رقم 1 تفاديا لهدر الوقت. وتوقفت حركة السير، مساء أول أمس، أزيد من أربع ساعات، بالطريق نفسه، بعدما وقعت حادثة سير خطيرة، أسفرت عن إصابة أشخاص بجروح متفاوتة، بينهم، العديد من منكوبي الفيضانات، الذين كان يستقلون سيارة من نوع «بيكوب»، حاملين أغراضهم ومؤنهم، هربا من مياه سبو الغاضبة، قبل أن تصدمهم شاحنة من الحجم الكبير، أدت إلى انقلاب ناقلتهم. وبعدما كان المرء يحتاج إلى 20 دقيقة للوصول إلى جماعة «المكرن» انطلاقا من القنيطرة، تطلب عبور المسافة ذاتها، حين وقوع الحادثة، ما يقارب الساعتين، حيث تمت معاينة السيارات وهي متوقفة على طول مسافة قدرت بـ60 كيلومترا، قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها مجددا مساء اليوم نفسه. وقد استغل أصحاب السيارات والشاحنات المخصصة لنقل البضائع فرصة إجلاء المواطنين من أكواخهم لفرض أثمنة خيالية على ضحايا الفيضانات، الذين يودون الرحيل عن قراهم، هربا من الموت غرقا. و اضطرت الأسر إلى دفع 400 درهم لنقل رؤوس ماشيتها، فيما اضطر الفلاحون المعوزون إلى الاستعانة بـ»الشاريوات» المجرورة بالحمير والبغال لحمل أمتعتهم. إجلاء المنكوبين إلى مخيم المنزه شرعت السلطات الولائية، منذ صباح أول أمس، في إجلاء منكوبي جماعة المكرن، وترحيلهم إلى مخيم اللاجئين بمنطقة المنزه، الكائنة بمحاذاة الطريق المؤدي إلى مدينة سيدي يحيى الغرب. واستنفرت مصالح الوقاية المدنية والهلال الأحمر، ومعها القوات العمومية، كافة عناصرها لضمان استقبال اللاجئين في ظروف حسنة، وبادرت إلى توفير الخيام بعدد كاف، وصهريج ماء، ومد المخيم بالإنارة، تفاديا لحدوث أي إخلال في عملية الإيواء. وانتشرت عناصر الدرك الملكي والقوات المساعدة بمحيط الملجأ لاستتباب الأمن، والحفاظ على النظام العام، لتجنب ما وقع خلال السنة الماضية، التي كانت فيه الأسر المنكوبة تتعرض لغزو اللصوص، خاصة خلال الفترة الليلية. وبات اللاجئون في أمس الحاجة للمساعدات الغذائية، خاصة أن مدخراتهم في هذا الشأن في طريقها للنفاد، وقال أحدهم: «على الجهات المسؤولة وفعاليات المجتمع المدني أن تسارع من الآن إلى تقديم الدعم اللازم للمنكوبين، خاصة أن بينهم نساء حوامل، وأطفال رضع، ومرضى، وشيوخ». «الهيلوكبتر» لمعاينة المناطق المتضررة لم يجد عبد اللطيف بنشريفة، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن، من وسيلة لمعاينة المناطق المتضررة من مياه الفيضانات، ومشاهدة حجم الخسائر التي ألمت بها، سوى ركوب طائرة «هيلوكبتر»، أول أمس، والتحليق فوق الدواوير التي غمرتها المياه. وكان اجتماع قد عقد بمقر الولاية، عشية الجمعة المنصرم، ترأسه بنشريفة، وحضره العديد من رؤساء الجماعات القروية، حيث تدارس الحاضرون الوضعية الحالية للمنطقة في ظل استمرار زحف السيول الجارفة، والمبادرة إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهة مخلفات الفيضانات، والعمل على الإسراع بإجلاء المحاصرين، وتقديم يد العون لهم. وحسب مصادر حضرت الاجتماع، فإن والي الجهة أعلن برمجة بناء سدين اثنين خلال سنة 2010، ويتعلق الأمر بكل من سد «مديز» على واد سبو، وسد «ولجة السلطان» على واد بهت، لتفادي الفيضانات التي أضحت الجهة عرضة لها عند حلول كل فصل شتاء، داعيا مختلف المصالح المعنية إلى التعبئة الشاملة والتنسيق فيما بينها لتجاوز هذا الظرف الحرج، على حد قول المصادر ذاتها. تـأمين الحماية للفلاحين من الفيضانات قال إدريس عدة، الكاتب العام لفرع الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي بالقنيطرة، إن السياسات الرسمية المتبعة قاصرة عن تأمين الحماية لفلاحي الجهة من خطر الفيضانات، ودعا إلى تسطير وتنفيذ مخطط استعجالي في إطار التضامن الوطني يتأسس على إصلاح و تعزيز شبكات صرف المياه، خصوصا بالنقط السوداء الموجودة بجماعة «المكرن»، و»مشرع بلقصيري»، و«مولاي بوسلهام»... وكشف إدريس عدة أن الدولة مطالبة بإعداد تصميم تهيئة قروية يقوم على بناء قرى نموذجية آمنة بعيدا عن المناطق الفيضية، وتوفير الدعم للفلاحين الصغار والمتوسطين، وإلغاء ديونهم، وتوجيه كل الإمكانات المتاحة لضمان تمتعهم بالحد الأدنى من العيش الكريم. وألح الكاتب العام للنقابة على ضرورة اعتبار الخسائر المادية للفلاحين في حكم المؤمن عليها، وتعويضهم على هذا الأساس، ومنح مساعدات مباشرة لتمكين الفلاحين الصغار من استئناف نشاطهم الفلاحي، والضرب على أيدي المضاربين في الأعلاف وسماسرة المساعدات، الذين يوجهونها إلى غير وجهتها، خدمة لأهداف انتخابية دنيئة، بعيدا عن الضحايا الحقيقيين، حسب تعبيره. تفسير تكرار الفيضانات بمنطقة الغرب تقع جهة الغرب الشراردة بني احسن على مساحة 894000 هـكتار، منها 607 آلاف هـكتار صالحة للزراعة. وهذه الأخيرة تضم 270 ألف هكتار صالحة للري، ولم يتم سقي سوى 130000 هـكتار، اعتمادا على مخزون مائي يقدر بحوالى 7 مليارات متر مكعب، من مياه سطحية وجوفية، مصادرها نهر سبو، وواد ورغة، وبهت، وروافدهما، ونسبة مهمة من التساقطات تصل إلى 650 مم كمعدل سنوي. وتضم الجهة مناطق واسعة منخفضة عن سطح البحر، وهو ما يفسر انتشار ما يسمى بالمرجات، حيث تم إحصاء 20 مرجة على مساحة 40 ألف هـكتار، وفي بداية القرن العشرين تم تجفيف أغلبها في إطار عملية استصلاح للأراضي أطلقها المعمر في أربعينيات القرن المنصرم. وإذا أضفنا إلى كل هذه العوامل عامل التربة ذات التركيز العضوي العالي، مما يجعلها غير نفاذة إلا بنسبة 8 في المائة عند تشبعها بالمياه، نفهم الطبيعة الهيكلية للفيضانات في الغرب، يقول أحد المهتمين، ونستطيع تفسير حصول 44 فيضانا، ما بين سنة 1933 و 1987. ورغم تكرار الفيضانات بعد تشييد سد الوحدة، فإن الدولة لا زالت لم تنتبه إلى محدودية تأثير هذا السد في الحد من الفياضانات التي تمس المنطقة، وهو ما يجعلها تحت رحمة أنهار ووديان، من أهمها، واد ردم، سبو، ورغة، وبهت، و واد الفكرون.

الأحد، 17 يناير 2010

الأمطار تعمق معاناة المتضررين من الفيضانات


خديجة بن اشوالصحراء المغربية : 13 - 01 - 2010
تعمق مياه الأمطار، هذه الأيام، معاناة المتضررين بجهة الغرب، وتفيد مصادر مطلعة أن تعيش حوالي 70 أسرة بدوار الرزاكنة التابع لجماعة الصفافحة بسيدي سليمان عاشت سنة من التشرد، لأن الخيام لا توفر الشروط الأساسية لحمايتها من قساوة الطبيعةكما أن الأمطار التي تتهاطل بغزارة تلحق مياهها أضرارا بالأفرشة والأغطية وبعض الأجهزة المنزلية، التي تعتمد عليها النساء في تحضير الوجبات الغذائية، فيما تهدد الرياح القوية باقتلاع بعضها، فيحكم على النساء والأطفال بالانتظار طويلا في العراء، أو الاحتماء عند الجيران، في انتظار إعادة نصبها من جديد. أفادت مصادر "المغربية" أن الأمطار تعمق معاناة المتضررين من الفيضانات بجهة الغرب، إذ أن حوالي 70 أسرة مازالت تعيش بخيام، بدوار الرزاكنة، جماعة الصفافحة التابع لسيدي قاسم، بعدما أتت مياه واد بهت على كل ممتلكاتها، في فبراير 2009، فيما شل فيضان واد الحيمر، الحركة، بسيدي يحيى الغرب، منذ الأربعاء الماضي، بعدما غمرت المياه شوارع المدينة، وانقطع التلاميذ عن الدراسة. وأوضح أحد سكان دوار الرزاكنة، التابع لجماعة الصفافحة، بمنطقة سيدي سليمان، في اتصال هاتفي ل"المغربية" أن حوالي 70 أسرة مازالت تنتظر وضع حد لمعاناتها في خيم لا تحمي من قساوة البرد ومياه الأمطار الغزيرة، التي سجلت بالمنطقة منذ بداية الأسبوع الماضي، مشيرا إلى وجود بعض الخيام تضم أزيد من أسرة واحدة، ما يعمق معاناتها، مضيفا أن ضيق المساحة، التي تغطيها الخيمة لا تكفي لإيواء الأطفال والنساء، الذين يقضون طيلة اليوم، بداخلها لتحضير وجبات الأكل، ويهدد الوضع بوقوع حرائق أحيانا، ومداهمة مياه الأمطار الأفرشة والأغطية. كما ذكر المصدر تفشي بعض الأمراض الصدرية بين صغار السن والمسنين، بسبب رداءة أحوال الطقس. قافلة طبية وأشار المصدر ذاته أن زيارة قافلة طبية إلى عين المكان، ستساهم في حصر الأمراض، التي تنتقل بسرعة بين الأسر، وتهدد بوقوع ضحايا، خاصة بسبب نزلات البرد الحادة. وقلل المصدر نفسه من قيمة المبالغ المالية، التي توصل بها عدد من المتضررين، والتي تقدر بحوالي 7500 درهم، قائلا، إن "هذه المساعدة لا تكفي لترميم المنازل المتضررة من فيضان واد بهت، خاصة التي سقطت عن آخرها بعدما جرفت المياه الماشية والأجهزة المنزلية، لتصبح الأسرة خاوية الوفاض"، مشيرا إلى أن هؤلاء المتضررين مازالوا ينتظرون الشطر الثاني من المبالغ، التي وعدوا بها من طرف الجهات المعنية، المقدرة ب 7500 درهم أيضا. وأوضحت مصادر محلية من سيدي يحيى أن فيضان واد الحيمر أثر على السير العادي للسكان، خاصة أن المياه غطت عددا من الشوارع، وعطلت الدراسة ببعض المدارس، إذ جرى تعليق الدراسة، الجمعة الماضي، بثانوية ابن ياسين الإعدادية، لحماية الأطفال من أخطار الطريق، مشيرا إلى أن هذه المأساة تكرر كل سنة، إذ أن قساوة الطبيعة ورداءة البنيات التحتية تخلف ضحايا وخسائر مادية. وذكرت المصادر، أيضا، أنه عثر على جثة شاب يبلغ من العمر 24 سنة قضى غرقا، أخيرا، بعد أن جرفته المياه المصحوبة بالأوحال، نتيجة فيضان وادي تيفلت، بمنطقة قبيلة التوازيط التابعة إداريا لجماعة عامر السفلية، إقليم القنيطرة، إثر التساقطات المطرية الغزيرة، التي عرفتها المنطقة، والضحية يتحذر من الجماعة القروية المذكورة جرفته مياه الفيضانات، حين حاول عبور وادي الحيمر. خطر الوادي وأكدت مصادر من مشرع بلقصيري في اتصال ب"المغربية" أن واد سبو يهدد حياة السكان، ولا توجد أي إجراءات استباقية تحمي من أخطار فيضانه، خاصة أن الأمطار التي سجلت بالمنطقة جعلته مملوءا عن آخره، مشيرة إلى أن الأمطار تعري، كل سنة، رداءة البنيات التحتية، خاصة الشوارع، التي تربط ضواحي المدينة. وأضافت المصادر نفسها أن الدراسة علقت بعدد من المدارس، يومي الخميس والجمعة الماضيين، مشيرة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات على الصعيد المحلي لتفادي وقوع ضحايا بسبب الأمطار.

الجمعة، 15 يناير 2010

سيدي يحيى الغرب : فيضانات واد الحيمر تهدد الساكنة في غياب الوعود العرقوبية للسلطات المحلية.

الأستاذ ادريس الكرش - سيدي يحي الغرب .
يعيش سكان المدينة حالة من الهلع, كلما أرخى فصل الامطار سدوله , على المنطقة , سيما حي الوحدة 1 و2 / التجهيز/ اضافة الى سكان دوارالشانطي الواقعين على فوهة المنطقة الفيضية . وقد عمرت معاناتهم عقودا من الزمن, بلغت ذروتها في السنة الماضية ,حيث اجتاحت الفيضانات المدينة برمتها , في وقت كانت تستقبل منكوبي مدينة سيدي سليمان, حيث تمسك غريق بغريق . ونزل على أرض المدينة جميع المسؤولين ,كبارا وصغارا ,في جميع التخصصات, حيث استعمل السيد الوالي مروحية, لمتابعة ما يحدث , وراقب رجال الامن والقوات المساعدة ارتفاع منسوب المياه , الذي دمر جزءا من سور اعدادية ابن ياسين ,وتوغل الى قلب المنازل السفلية .
وتلقى السكان وعودا من طرف المسؤولين لحل هذه المعضلة , وذلك عبر تحويل مجرى الواد, لكنه في الحقيقة مجرد بركتين مائيتين توجدان بتراب القاعدة الجوية , كلما امتلأتا فاضتا في اتجاه المدينة ’التي بنيت أصلا في مجرى الوادي. هاتان البركتان أصبحتا بعبعا يهدد السكان سيما وانهما ابتلعتا تلميذا في مقتبل العمر, قاده طموحه العلمي للبحث عن ضفدعة بجنباتها, ورغم كل هذا لم تحرك السلطات ساكنا لردمهما , وقد أغفل المسؤولون الحلول المقترحة من طرف جمعيات المجتمع المدني ,التي تطالب بانشاء سد تلي – قد لاتتطلب عملية انجازه مبالغ مالية – قرب السوق الاسبوعي لعامر الجنوبية , وجعله منتجعا سياحيا ومنتزها ايكولوجيا , ومتنفسا لساكنة محاصرة بتلوث معمل سللوزالمغرب غربا والفلين جنوبا , وقدأضاف المسؤولون مطرحا للنفايات وسط اشجار الغابة, لكنه محاذي للطريق الرئيسية ,في اتجاه سيدي سليمان,سيج بحائط من التراب موازاة مع الطريق خوفا من مشاهدته من طرف أي مسؤول ,وهو في اتجاه فاس او مكناس.
وفي ظل هذه الظروف الماساوية , أقدم رئيس المجلس على اعادة هيكلة بناية المجلس بالرخام , في غياب أية مراقبة مسطرية لما يجري . آش خاصك العريان.خاصني خاتم آمولاي.....................................

الخميس، 14 يناير 2010

"الفيرمات" في الغرب : من أين لك هذا ؟

حميد هيمة – سيدي يحي الغرب .
Hamid.hisgeo@gmail.com

تنفرد منطقة الغرب بخصوصيات طبيعية (التضاريس ، المناخ ، الشبكة المائية) ملائمة لممارسة مختلف الأنشطة الفلاحية ،
و هذا ما تنبهت له السلطات الاستعمارية الفرنسية ، في مطلع القرن (20م) . فشرعت ، بتوظيف كل وسائل القهر، في انتزاع الأراضي من سكان المنطقة ، و مصادرة المرجات ؛ مستغلة "الفراغ" القانوني في شأن الملكية العقارية . و حولت هذا الرصيد العقاري المصادر ، بكل وسائل الترغيب و الترهيب، إلى استغلاليات فلاحية كبرى تركز على الإنتاج التسويقي ؛ الذي استهدف إشباع حاجيات الميتروبول من المنتجات الفلاحية .
بعد حصول المغرب على استقلاله ، في الظروف و الحيثيات المعروفة ، لم يتم مباشرة عملية استرجاع الأراضي التي كانت في " ملكية " الشركات الاستغلالية و المستوطنين الأجانب . و أجهضت المخططات الزراعية الطموحة للحكومة الوطنية ، التي قادها المرحوم " عبد الله إبراهيم " . و بفعل تضارب المواقف و التصورات بين السلطة الحاكمة و المعارضة ، في شأن استحقاقات مغرب الاستقلال ، سيقت البلاد في آتون انتهاكات حقوقية ممنهجة على المستوى الفردي و الجماعي . و بموازاة الانتهاكات السياسية المذكورة ، فقد حصلت أيضا انتهاكات اقتصادية جسيمة ؛ بحيث تحول بعض المغاربة المقربين من السلطة ، بقدرة قادر ، في سياق تفشي اقتصاد الريع ، إلى ملاكين عقاريين كبار يحوزون أراضي خصبة و شاسعة . و بالمقابل ، فإن الساكنة الغرباوية بقيت محاصرة ، كنتيجة للسياسة الاستعمارية ، في مجالات ضيقة ولا تحوز إلا أراضي مجهرية .
و السؤال الذي فرض ، ويفرض ، نفسه : كيف تحول البعض إلى ملاك عقاري كبير في منطقة الغرب ؟ ما الفئات المستفيدة ؟ و ما المعايير المعتمدة ، آنذاك ، في تفويت الأراضي لهؤلاء الملاكين الكبار ؟ إنها أسئلة ، بصيغة استنكارية ، موجهة لجميع الجهات ؛ و في مقدمتها المنظمات الحقوقية المناضلة ، و القنوات الحقوقية الرسمية .
و إذا كان المغرب ، دولة و مجتمعا ، عالجا بذكاء ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان على المستوى السياسي ، فهل يفتح ورش للتحقيق ، بعيدا عن الجوانب الجنائية و على الأقل من زاوية التناول التاريخي ، في ظروف و ملابسات "استفادة " البعض من " وزيعة الفيرمات " ، من مدخل الإجابة عن سؤال : من أين لك هذا ؟
إن تحقيق الإنصاف و جبر الضرر الجماعي ، في ما يخص الانتهاكات الاقتصادية في المنطقة ، لن يكلف الدولة إلا تعميق مسلسل التنمية البشرية ؛ من خلال ، مثلا ، تفويت هذه الأراضي إلى السكان لاستغلالها في إطار العمل التعاوني فيما بينهم . و هو ما سيمكنهم من تأمين خبزهم اليومي ، وتكون الدولة بذلك قد أدت دينها في تنمية المنطقة و تأهيلها لتواكب إيقاع التطور كباقي مناطق المغرب .قد يبدو هذا السيناريو حالم و غير ممكن في الحال، لكن الحلم و الأمل هما الطاقة التي يتطلع بها الإنسان المغبون إلى المستقبل . وما هو مستحيلا اليوم قد يصبح ممكنا مستقبلا ، و دوام الحال من المحال .

الأربعاء، 13 يناير 2010

* زجل : علاش ممكنك مستحيل ؟؟؟

الزجال المغربي الأستاذ ادريس الكرش
- علاش ممكنك مستحيل ؟
- واش منك ولا منو ؟
-ولا من خزان سعدك لي تيسيل ؟؟
- وعلاش الطريق واضحة وانت غادي تتميل ؟
- واش زمانك لي فاقد عقلو , ولا شكون فيكم لهبيل ؟
- يا الطالع فوق الغمام /واش ناوي تسرق عيون الليل ؟
- عييت نسقصي ونسال ,ونترجى منك جواب
- خاب ظني فيك وعاتبت لساني...
- لساني يا لساني يا ذاك الطويل
- يا الحبل , يا اللوايا ...
- راه ما عمر الممكن كان مستحيل
- كيف ظل الشجرة موجود / ما يبان ف اليوم الظليل
- ارسل شعاك على ايامك
- يبان ظلك ,وي لاكان أعوج , علامن اللومة ؟
- اللومة على الوقفة /والظهر المقوس الى شفا
- بان العربون ...يا الناعس ...
- واش عرفتي علاش ممكنك مستحيل ؟؟؟
- فيك خمسة من لهبال :
-1 غادي ف الطريق وما ترد البال
-2 تالف عليها وما ترض تسال
- 3 راكب على حمار وناوي تسابق لبغال
-4- فرطتي ف المعقول يا التالف
- 5 – ودرتي من الباطل راسمال
- عود لصوابك , يرجع ممكنك شلال
- يروي فدان ايامك
- ولا تحاول تسقي من البير بلا حبال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تنظيم سباقين وطنيين لدرجات الهوائية بسوق الأربعاء والقنيطرة في نهاية الأسبوع

محمد احواش
افاد مصدر مطلع ان الجامعة الملكية المغربية لسباق الدراجات ستنضم بتنسيق مع نادي الاتحاد الغرباوي والنادي القنيطري للدراجات سباقين وطنيين يومي 16 و 17 يناير الجاري.
وسينطلق السباق الأول، الذي سيجري في مدار مغلق بمدينة سوق الأربعاء الغرب على الساعة الثانية والنصف بعد الزوال على مسافة 80 كلم بمشاركة 100 متسابق يمثلون مختلف الأندية المنضوية تحت لواء الجامعة .
أما السباق الثاني، فسيقام هو الآخر في مدار مغلق بمدينة القنيطرة ، انطلاقا من الساعة العاشرة صباحا، على مسافة 80 كلم بمشاركة 80 متسابقا يمثلون عدة أندية وطنية
.
القسم الوطني الثاني هوة شطر الغرب (الدورة 12):انتصار اتحاد سلا على ضيفه كفاح سيدي يحيى الغرب ب 1/5-
وجه فريق اتحاد سلا لكرة القدم صفعة قوية لنظيره كفاح سيدي يحيى الغرب وأسقطه بالضربة القاضية عندما تغلب عليه 5/1الاحد الماضي بسلا ضمن منافسات مجموعة شطر الغرب هوة في الدورة 12 للبطولة وأحرقت مشاعل فريق المضيف نجوم الضيف بأداء رائع وخمسة أهداف نظيفة في شباك أصدقاء اليعقوبي وضعت فريق اتحاد سلا على قمة المجموعة برصيد 25 نقطة وبفارق نقطة واحدة عن فريق الكفاح الذي كان إلى غاية هذه المقابلة يتزعم الصدرة ب 24 نقطة؛ ويرجع سبب انهزام الكفاح حسب مدرب هذا الاخير السيد "الحويدك" اى حرمان فريقه من اربعة عناصر اساسية من اللعب بسبب العقوبات بلإضاقة إلى طرد قلب الدفاع من طرف حكم المقابلة دقائق معدودة من بداية اللقاء ؛ إلى دلك هدد المكتب المسير " الكفاح " بتقديم اعتذار عام بسبب ضائقة مالية

الجمعة، 1 يناير 2010

مخلفات انتخابية : إدانة المتهمين بجريمة قتل في سيدي يحي الغرب


احمد امزيود - سيدي يحيى الغرب .
ادانت محكمة الاستئناف بالقنيطرة ، مؤخرا ثلاثة شبان متهمين بجريمة قتل السيد البوهالي النعيجة وهو ابن اخ مستشار جماعي بسيدي يحيى الغرب ، وتم اصدار الاحكام المتفاوتة على الشكل التالي :
* علال م : 12 سنة سجنا نافذا بتهمة الضرب والجرح المفضيان الى الموت .
* احمد أخ : 10 سنوات سجنا نافذا من اجل المشاركة في الضرب والجرح المؤديين الى الموت .
وادانت المحكمة من جهة اخرى المتهم الثالث وهو ( يوسف م ) 6 سنوات حبسا نافذا بتهمة المشاجرة كما قضت لصالح زوجة الهالك بــ 100 الف درهم .
وقد عرفت القضية والتي تابع اطوارها بكل اهتمام الراي المحلي بسيدي يحيى الغرب عدة تاجيلات لجلساتها وذلك نظرا لعدم حضور شهود النازلة مما استدعى اصدار امر من وكيل الملك بالمحكمة الى احضار الشهود بالقوة عن طريق الضابطة القضائية .
وتعود فصول القضية الى الصراعات التي خلفتها الانتخابات البلدية في يونيو الماضي بعد ان تقدم مجموعة من المواطنين باشعار الى السلطات المحلية تفيد بوجود جثة شاب مضرج بالدماء حيث انتقلت مصالح الامن الى مسرح الجريمة وتمت المعاينة ليتم نقل الشاب - الضحية الى المستشفى الاريسي بالقنيطرة لتلقي العلاج لكنه لفظ انفاسة متاثرا بجراحه.

sidiyahyagharb@gmail.com

سجل الزوار

الاخبار من الحوار المتمدن : أكبر موقع عربي .

يومية المساء في صحيفتكم الإلكترونية لسيدي يحي الغرب