أخبار عربية أخبار دولية

أخــبــار مــــحـلــيـة - إقــلـيـمـيـة - جهويـــة


"- يحياوي : حركة 20 فبراير الشعب يريد التغيير سيدي يحيى الغرب والاشكال النضالية مستمرة - يحياوي : اعتقال العربي اللقطة مرشح "النخلة" بسيدي سليمان في حالة تلبس بتوزيع رشاوى لشراء اصوات الناخبين - يحياوي : الراضي عبد الواحد يزور قلعته المحصنة بالدواغر للايطو يحياوي :الفتور يطبع الحملة الانتخابية بسيدي يحيى الغرب - يحياوي : البنية التحتية بحي الوحدة "التجهيز" خارج اهتمامات رئاسة المجلس البلدي - يحياوي : - يحياوي :فريق كفاح سيدي يحيى يعيد تجديد هياكله وانتخاب مكتبه المسير - يحيا وي : انطلاق الحملة الانتخابية لعدد من الاحزاب بالمدينة وسط فتور وتذمر شعبي يحياوي :يمكنكم كتابة تعليقاتكم عبر نافدة "سجل الزوار" أو - يمراسلتنا عبر البريد الالكتروني."


للنشر : soultane_01@hotmail.com / hamid.hg@hotmail.com

سجل الزوار

الاثنين، 3 أغسطس 2009

أزمة التعليم بالمغرب : أزمة قطاع أم أزمة مجتمع ؟؟


بقلم : احمد امزيود- سيدي يحي الغرب .
التعليم هو احد المستويات التنظيمية الهامة التي تعكس بحدة النزاع الاجتماعي القائم داخل تاريخية المجتمع المغربي ، فهو الذي يخرج الأطر من مختلف المجالات ، وإداريين وتقنيين ومثقفين وموظفين ...وكل هؤلاء هم الركيزة الأساسية ، باعتبارهم الأداة البيروقراطية ،لترجمة المشاريع السياسية على ارض الواقع . إن الطاقة البشرية التي هي أهم إنتاجية للتعليم ، هي احد الموارد الأساسية لإنجاح السياسة كمصالح اجتماعية وثقافية ، لكن سلوكيات الكسل في العمل والفتور والإهمال السائد داخل كل تنظيمات المجتمع المغربي كلها مسلكيات أدت إلى تبلور سلوكات جماعية أصبحت أداة فعالة في يد المجتمع المدني للتعبير عن رفضه للواقع ، هذه السلوكات شلت وعطلت الإنتاج والتلقي والإبداع ، وبالتالي أصبحت احد الاكراهات المنضافة على كاهل الدولة ، فبدل أن تكون الطاقة البشرية احد الموارد الحيوية لإنجاح السياسة الرسمية تحولت إلى عائق بالغ الخطورة .
...وبالنتيجة اختزل الدولة بفعل قوة الواقع في دور واحد هو الضبط والمراقبة ن وارتكن المجتمع إلى من جهة أخرى إلى في العجز عن أن بتحول ويتغير كقوة فعالة في التاريخ ...
إن اعتراف الدولة بتأزم المنظومة التربوية التعليمية في المغرب هو اكبر مؤشر على هذا الواقع المأزوم ، الموسوم بعجزها عن تحقيق توافق تاريخي بيداغوجي مع المجتمع ، لقد بقيت سيطرة الدولة تعتمد بشكل كبير على الضبط السياسي ، ولم تنجح في إعادة إنتاج هذه السيطرة كواقع إيديولوجي بيداغوجي العمل كنشاط إنتاجي مركزي في العصر الحالي هو أكثر من أن يعكس سيطرة الدولة الثقافية على الطبقات غير الحاكمة ، وانخراط غالبية الطبقات النشيطة في مختلف المجالات في المغرب ، في سلوكيات جماعية مطبوعة بالكسل والإهمال وضعف الإنتاجية ، هو أكثر الدلائل المعبر ة عن انفصال الطبقات والجماعات غير الحاكمة عن استراتيجية الدولة باعتبارها طبقة شوفينية
هكذا إذن ، فان الوظيفة الإيديولوجية للتعليم في المغرب هجينة ولا تَوَافُقَ لها مع المجتمع ، فلا هي دينية، ولا هي وضعية، ولا هي عقلانية نقدية ، حتى إن مختلف مكونات المجتمع المغربي الاجتماعية لا تجد ما ينسجم مع رأسمالها الثقافي وتصورها الإيديولوجي وطموحها الاجتماعي ، فالجامعة لاهي تنتج المعرفة ، ولا هي تنشرها بشكل يواكب تطورها ، ولا هي تخرج مفكرين ومبدعين ومثقفين ، ولا هي تضمن الشغل والاندماج الاجتماعي ، ولا تضمن العيش الكريم لأطرها ...إنها بالفعل قمة الكارثة التاريخية أن يتوفر مجتمع على جامعة حصيلتها ، بعد أزيد من عقود من الزمن وفي الألفية الثانية صفر فقير ...
أمام وضعية التعليم هذه ، فان السلوك الجماعي المهيمن هو الرفض والتفكك : رفض موجه مباشرة ضد منظومة القيم المسيطرة ، متهما إياها باللافعالية والتخلف ، وهو الأمر الملاحظ في مواقف الفاعلين داخل منظومة التعليم حيث الكل :طلبة وأساتذة وتلاميذ وآباء يشيرون بأصابع الاتهام إلى طبيعة المنظومة القيمية المسيطرة على التعليم بالمغرب ..
بيد أن السؤال الكبير المطروح هو : كيف يمكن أن نخرج من أزمة التعليم ؟ وإذا كان من الصعب تقديم إجابة في هذه الملاحظات فان الذي استطيع قوله هنا هو انه رغم الأهمية العظمى التي يحتلها التعليم في سيرورة المجتمع المعاصر ، فان الحل لازمته الحالية في ما يخص المغرب ، يوجد خارجه ، أي إنها أزمة تاريخية / مجتمعية ..حلها والخروج منها رهين بالضرورة بنهضة المجتمع برمته نحو الفعل التاريخي المعاصر ، ذلك أن إشكالية تنمية المجتمع المغربي رهين بتنمية إشكالية التعليم . إن تطوير أنظمة التعليم ، حتى لا يسقط في بيروقراطية ، إلى إستراتيجية تنموية تاريخية تنير للعملية التربوية التعليمية توجهات التطور فنحن لا نستطيع أن نجيب عن سؤال : أي تعليم نريد ؟ دون الإجابة عن سؤال :أي تنمية نريد ؟ ...تنمية التخلف كما هو جاري الآن أم تنمية قدرات المجتمع بمشاركة كل قواه ومكوناته الاجتماعية والثقافية نحو الفعل التاريخي الذي يدخلنا إلى العصر كمشاركين وفعالين في صنع ملامحه وليس كمستهلكين ..فعل يخرجنا من مستنقع السلبية والخنوع لهيمنة الغرب ... من ثمة ، فان حل الأزمة التعليمية هو أمر مرهون بالضرورة ليس بلجنة برلمانية أو دستورية ، كيفما كانت شساعتها وتمثيليتها ، بل بفتح نقاش فلسفي /سياسي حر من جهة ، وإطلاق ديمقراطية فعلية تمكن من عكس التوجهات الحقيقية والتاريخية للمجتمع ، والاحتكام إلى مصالح المجتمع وليس لمصالح الطبقة من جهة أخرى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

sidiyahyagharb@gmail.com

سجل الزوار

الاخبار من الحوار المتمدن : أكبر موقع عربي .

يومية المساء في صحيفتكم الإلكترونية لسيدي يحي الغرب