( و عود انتخابية تجرفها أولى قطرات الماء ، واد الحيمر : كل الوديان لا تشبهك .. )
استيقظت مدينة سيدي يحيى الغرب صباح يوم الأربعاء 17 فبراير 2009 لتجد نفسها غارقة الأوصال في مستنقع واد الحيمر الذي وكالعادة باتت تشكل زياراته الموسمية عبئا ثقيلا على المدينة حيث يشل الحركة بها بسده لجميع منافذ المرور من أزقة وشوارع ناهيك عن غزوه المفاجئ لبيوت السكان في غفلة منهم ...فمع التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة منذ الشهر الماضي بكميات غير منتظرة بالإضافة إلى سوء الأحوال الجوية هذا الأسبوع عجل من خروج هذا التنين من جحره ، خيوط الصباح الأولى ليوم الأربعاء كانت شاهدة على أولى موجات الواد الواصلة إلى إحياء المدينة بدءا بحي الفتح بعدما خلف ضررا كبيرا لسور الثانوية الإعدادية ابن ياسين الذي تهدم جزء كبير منه شانها شان الثانوية التأهيلية ابن زيدون .. أما الحي الآخر الذي نال نصيبا من الزيارة المفاجئة هو حي الوحدة ( التجهيز ) ناهيك عن المصالح والمؤسسات العمومية التي تعطلت بالكامل مثل مفوضية الشرطة وسرية الدرك الملكي والذي لعب موقع بنائها دوارا هاما في ما عرفته من خسائر أما الثانوية الإعدادية لجابر بن حيان فلم تسلم هي أيضا حيث أن أشغال الأيام التكوينية لأساتذة التعليم الابتدائي تم تأجيلها حول بيداغوجيا الإدماج والذي كان مقررا انطلاقها يوم الخميس 18 فبراير على امتداد خمسة أيام بحسب ما صرح به احد الأساتذة المستفيدين من الدورة التكوينية .. أما المتضرر الأكبر هم سكان حي النهضة ( دوار الشانطي ) المجاور لواد السمنطو الذي شكل تحالفا مع واد الحيمر وأطبق على المساكن الصفيحية خصوصا وان تلك المنطقة معروفة بمرجة تغمرها المياه ... واد الحيمر بقدر ما يشكل ضيفا غير مرحب به في المدينة بقدر ما هو يثير تساؤلات مترسبة ويطرح عدة علامات استفهام حول مدى نجاعة الجهات المسؤولة في اتخاذ الخطوات والإجراءات الاستباقية اللازمة لحل هذا المشكل سيما وانه يتكرر بنفس السيناريو كما يكشف أيضا الارتجالية وغياب التنسيق بين المصالح المعنية .. كما أن البنية التحتية للمدينة جد هشة فقنوات الصرف الصحي بعدة أحياء لا تؤدي وظيفتها لاختناقها ...فمتى تحظى مدينة سيدي يحيى الغرب بمجلس قوي قادر على وقف الزحف ؟ ومتى يُكتَبُ لها أن تتمتع بمصالح قادرة على حماية مؤسساتها أولا و لان تكون في الموعد ثانيا ؟ ومتى يحين الوقت لان تكون الساكنة في مأمن من حلول الضيف الثقيل عليها ؟ ومتى يشهد صاحب المقال أجوبة مترجمة على ارض الواقع لا وعودا موزعة بين حملات انتخابية سرعان ما تجرفها أولى قطرات مطر ؟
الغرب بل المغرب في هم واحد، سوء تدبير في كل مكان..
ردحذف