القاص : احمد امزيود
تنظر العينان إلى الساعة الحائطية ..تتخلص اليدان من السكين الذي كان قبل قليل ينزع الحضر قشورها لإعداد وجبة العشاء… تنتقل القدمان في إيقاع نحو الغرفة المجاورة للمطبخ …يضغط الإصبع على زر الشاشة الصغيرة .. تجلس الطامو تراقب ما يجري خلف الزجاجة، كما الهرة تتربص فأرا.يظهر الفريدو مطوقا بيدي كواد لوبي الناعمتين في إحدى نزاهتهما في أحد أزرق…تبدو رشيقة… تنظر إليه في غنج ودلال… يمشيان ثم يستريحان فوق كرسي بالحديقة العمومية…تقبله في رومانسية معتادة …تسأله (هل تحبني؟) ويأتيها صوته الدافئ: بل أعشقك حتى الثمالة )السؤال ذاته كثيرا ما تردد على مسامع طامو كلما سنحت لها الفرصة باللقاء بفارس أحلامها الجيلالي… تتذكر، بالأمس كانت معه بعدما أوهمت أمها بزيارة صديقة لها مريضة… لم يكن فرحا كالفريدو..هي التي هي التي أثارت غضبه بسؤالها عن موعد الخطبة، فقد طال انتظارها ومعه طالت ألسنة الناس شرفها وعرضها.. لكن ما بال الفريدو لا يقلق لمثل دلك من كواد لوبي، قد يكون له عمل في شركة، يؤمن له حياته المستقبلية، وشقة متواضعة .. قالت طامو وكأنها تحادث أحدا: (وحتى الجيلالي حامل إجازة ربما توفر له شغل).تنهض كواد لوبي وبخفة يد تسوي خصلات شعرها..تستأذن الفريدو في التمشي قليلا..تندمج طامو إلي حد الاختناق مع أحداث المسلسل..لم تكثرت لطرقات متوالية على باب الدار.في حركية عارضات الأزياء، دارت كواد لوبي أمام المرآة مزهوة بنفسها …شكرت الفريدو على هديته …وعدها بأخرى في فرصة قريبة ..قال الجيلالي لطامو يوما وهو يقدم لها صابونه (كاماي )وقارورة عطر بمناسبة حلول السنة الميلادية:(الليل أفضل كي نلتقي) مرة تبعها أطفال الحومة هاتفين( أطلق الدجاجة لمآليها دابا تبيض وتوحل فيها )… السيارة الفارهة تزدرد خيط الإسفلت ..تجوب شوارع المدينة تتوقف أمام مطعم الماكدونالد ….يفتح الفريدو الباب لكوادلوبي … يلجان …يقدم النادل العشاء لهما تطعمه بيدها ويطعمها بيده على الطريقة الأوربية . يتبادلان البسمات بيدين متشابكتين يقومان للرقص على إيقاع موسيقى هادئة . يراقب الفريدو كواد لبي وهي تصعد درج المنزل… يعود قافلا بسيارته سكناه …سحر جمالها لا يزال آخذا بتلابيب تفكيره …تنظر العينان للساعة الحائطية …تخطو القدمان نحو المطبخ ..العشاء لم يجهز بعد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق