الأستاذ اريس العشاب ، سيدي يحي الغرب
.لا عجب إذا سمعت أن نملة قتلت أسدا, فالله يجعل قوته في أضعف خلقه. في كل زيارة له للإطلاع على أحوال رعايا مجتمع الغاب, كان الأسد يغفل عن التوقف عند مكان قريب جدا من مكان إقامته, يتواجد به عدد لابأس به من جماعة النمل,لمعرفة أحوالهم و ظروفهم كما يفعل مع الآخرين في الأماكن السحيقة. ذات ليلة مقمرة ,و على مأدبة عشاء , تداول كبار قوم النمل أحوالهم المعيشية, و أجمعوا جميعهم أنهم مهمشون من طرف رئيس غابتهم, فكيف يعقل أن يمر كل مرة بالقرب من مكانهم دون أن يهتم لحالهم أو أن يقيم لهم اعتبار؟ لم تمتلك نملة قاصرة نفسها, فقررت إداية الأسد تنبيها له و جلبا للأنظار.فشدت الرحال حتى بلغت إقامة الأسد ليلا, إذ وجدته منهمكا في التسلي مع رفاقه النمور و حمر الغاب الوحشية .كيف السبيل إلى الانتقام من شرذمة الفساد".قالتها في قرارة نفسها".لابد أن هناك دواب جمة تريد حقها الضائع و لكن الشجاعة تنقصها طبعا لا حوار يفيد مع مثل هؤلاء" . فقررت أخيرا أن تفعل ما جاءت لأجله حطت على فرو الأسد وواصلت زحفها إلى أن وصلت إلى أنفه فاقتحمته ,فأخذ يترنح ويئن و كأن به الموت و فجأة ولت إلى الوراء خارجة, فطلبت من الأسد التفاوض فقبل مطأطأ الرأس ملبيا كل الرغبات و الطلبات قائلا :" الآن رعايتي ستشمل كل من تحت رحمتي قبل أن تكون نهايتي بيد نملة. "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق